الثلاثاء، 26 أبريل 2011

سعيد الكرمي



                                                      
                                          
   



حياته
عالم وأديب ولغوي فلسطيني وعضو مؤسس في المجمع العلمي العربي في دمشق.
ولد الشيخ سعيد بن علي بن منصورفي مدينة طولكرم عام 1852، وإليها نسبت أسرته منذ أن استوطنها جد والده.
وقد روى الشيخ سعيد لصاحب كتاب الأعلام خير الدين الزركلي، أن أسرته تنحدر من عرب اليمن الذين جاؤوا مع عمرو بن العاص لفتح مصر واستقروا فيها، وأول من جاء منهم إلي فلسطين جد والده في أواخر القرن الثامن عشر، كما يبدو.
أنهي الشيخ سعيد دراسته الابتدائية في طولكرم ثم أرسله والده إلي الأزهر لإكمال دراسته، وحضر دروس الشيخ جمال الدين الأفغاني، واتصل بالشيخ محمد عبده، وبقيت الصلة وثيقة بينهما بعد ذلك.
وبعد حصوله على شهادة العالمية عاد إلي بلده وعين مفتشا للمعارف في قضاء بني صعب بطولكرم، ثم أصبح مفتيا ولما تشكلت الجمعيات الوطنية العربية انتمي الشيخ سعيد إلي حزب اللامركزية وأصبح معتمدا للحزب في قضاء بني صعب، وعندما أعلنت الحرب العالمية الأولى وزعت في دمشق منشورات تدعو للثورة علي السلطان العثماني موقعة باسم حزب الثورة العربية.
طاردت السلطات العثمانية رجال الحركة العربية فألقت القبض في فلسطين علي حافظ السعيد من مواطني يافا، والشيخ سعيد الكرمي وسليم عبد الهادي من جنين وجميعهم من نشطاء حزب اللامركزية.
وبعد محاكمة قصيرة نفذ في 21 آب/أغسطس 1915 حكم بالإعدام في أحد عشر شخصا منهم عبد الهادي، أما حافظ السعيد والكرمي فأبدل حكم الإعدام عليهما بالسجن المؤبد.
وفي شباط/فبراير عام 1918 أطلق سراح الشيخ سعيد الكرمي بفضل مساعي الشيخ عبد القادر المظفر وغيره. وفي سنة 1918 عاد الشيخ الكرمي من دمشق إلى طولكرم بعد الإفراج عنه من سجن القلعة.
ولما تشكلت الحكومة العربية في دمشق في تشرين الأول/أكتوبر 1918 دعي للعاصمة السورية وعين في شعبة الترجمة والتأليف من آذار/مارس حتى أيلول/سبتمبر 1920، ثم عين عضوا في المجمع العلمي العربي فنائبا لرئيس المجمع المذكور بين تشرين الأول/أكتوبر 1920 ونيسان/أبريل 1922. وكان قد حضر المؤتمر الفلسطيني الأول في شباط/فبراير 1919، وشارك في بعض أنشطة الحركة الوطنية في تلك الفترة.
في 6 أيار/مايو 1922 غادر الشيخ الكرمي دمشق إلي عمان وعين قاض للقضاة في مجلس المستشارين مجلس الوزراء ورئيسا لمجلس المعارف، وبقي في عمان يشغل منصب قاضي القضاة حتى عام 1926، وعاد بعد ذلك إلى مسقط رأسه واعتزل السياسة واشتغل في أواخر حياته مدرسا في مسجد طولكرم. وقد توفي في عام 1935 عن عمر ناهز 83 عاما.
تركة الشيخ الكرمي من المؤلفات قليلة وذلك لانشغاله بالسياسة والمناصب الحكومية، كما يبدو بالإضافة إلى أشعاره التي لم تجمع، وطبعت له في صدر شبابه رسالة في التصوف بعنوان واضح البرهان في الرد على أهل البهتان.
عرف عنه أنه خطيب مفوه وعالم بالتصوف والفقه وأسرار اللغة وعلوم القرآن والتاريخ والسيرة، وكانت له بين الناس حظوة مثلما كانت له مكانة رفيعة عند ذوي الشأن.
من أولاده الكاتب والأديب أحمد شاكر الكرمي (1895 ـ 1927)، والشاعر المناضل عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) (1907 ـ 1980)، والإذاعي اللغوي حسن الكرمي إضافة إلي نبهان، حسين محمود وعبد الله الكرمي.

هناك تعليق واحد: